بطانة الرجم الهاجرة| الدكتورة رنا امين الخضر

admin
0

ما هو مرض بطانة الرّحم المهاجرة؟

ربما سمعتِ عنه ولكن ما هو بالضبط مرض بطانة الرّحم المهاجرة أو انتباذ بطاني رحمي؟ بطانة الرحم هو الغشاء المبطن لجدار الرحم الداخلي الذي يتم التخلص منه كل شهر خلال الدورة الشهرية. أما مرض بطانة الرّحم المهاجرة هو عبارة عن حالة ينمو خلالها نسيج شبيه لهذا الغشاء في مكان خارج الرحم، ويحاول الجسم التخلص منه ولكن قد يسبب ألماً مبرحاً بسبب عدم وجود أي منفذ له للخروج.

توصف النساء اللواتي شاركن تجربتهن في مشروع احكي_اللي_جواكي# هذه الحالة "كعفريت يمزّق طريقه ليخرج من الحوض" و"مثل فيل ينتعل حذاءً ويدوس بكل ثقله داخل رحمي".

نجد هذا النسيج في المبايض أو قناتيّ الرحم أو داخل بطانة البطن أو حتى في الأمعاء أو المثانة.

لا تؤثر هذه الحالة على الجسد فحسب، فقد قالت لنا إحدى النساء: "بالنسبة لي، لقد أثّر مرض بطانة الرّحم المهاجرة على نفسيتي أيضاً" وهذا أمر صعب جداً مع كل إجراءات التباعد الاجتماعي المتخذة والتي جعلت الحصول على علاج صعباً أكثر من العادة.

ما هي أسباب مرض بطانة الرّحم المهاجرة؟

أحد أسباب مرض بطانة الرّحم المهاجرة هي الوراثة والسموم الموجدة حولنا. وتلعب مشاكل أخرى دوراً في زيادة مخاطر حدوث هذه الحالة، كوجود تاريخ في التهابات في الحوض أو إصابة بالحيض الرجعي، وهو الرجوع العكسي لدم الدورة الشهرية بعكس مجراه الطبيعي للخروج من المبهل، أي أنه يمرّ عبر قناتيّ الرحم ليصل إلى منطقة خلف الرحم. يحتوي هذا الدم على خلايا بطانة الرحم التي تلتصق بجدار الرحم والأعضاء الأخرى وتستمر هذه الخلايا بعدها بالنمو لتصبح سميكة وتؤدي إلى نزيف خلال كل دورة شهرية

علامات وأعراض انتباذ بطانة الرحم

تتنوع علامات وأعراض انتباذ بطانة الرحم - فقد تتأثر بعض النساء بشدة، بينما قد تظهر أعراض قليلة جدًا على أخريات، أو قد لا تظهر على الإطلاق! تتراوح الأعراض بين التعب الشديد والتهابات القلاع المتكررة وصولاً إلى العقم.

الدورة الشهرية وانتباذ بطانة الرحم

عندما تكونين في دورتك الشهرية، يعلم الجسم كافة أنسجة بطانة الرحم لبدء التساقط. إذا كنتِ تعانين من الانتباذ البطاني الرحمي، فلن يكون للأنسجة الموجودة خارج الرحم أي مخرج (على عكس أنسجة الدورة الشهرية، التي تخرج من المهبل مع التدفق الدموي). وهذا يؤدي إلى دورات غير منتظمة وغزيرة بالإضافة إلى التهاب وألم شديد في البطن والحوض. في بعض الحالات يؤدي إلى ظهور ندبات أو تكيسات.

ألم انتباذ بطانة الرحم

من الأعراض الأخرى لانتباذ بطانة الرحم هو الألم. قد يزداد الألم في أسفل بطنك أو ظهرك سوءًا أثناء الدورة الشهرية، أثناء أو بعد ممارسة الجنس مع زوجك، ووقد يكون ألم الدورة الشهرية شديد وقاسي جداً لدرجة منعك من  القيام بأنشطتك اليومية العادية، عند التبول أو التبرز أثناء الدورة الشهرية. قد تشعرين بالغثيان أو تعانين من الإمساك أو الإسهال أو الدم في بولك أثناء الدورة الشهرية. قد تكون رؤية هذه الأمور أمراً مخيفاً، ولكنه جسمك يعلمك أنّ أمراً ما يحتاج إلى القليل من الإهتمام.

أصابني بالجنون. كنت أتعجب كيف من الممكن أن أكون مريضة طوال الوقت وكل هذه الأعراض تحدث في آن واحد.

كيف يتم علاج مرض بطانة الرّحم المهاجرة؟

بالرغم من أن مرض بطانة الرّحم المهاجرة حالة مزمنة ويستمر لوقت طويل، إلا أن هناك طرق للتعامل معه. تساعد في بعض الأحيان مضادات الالتهاب التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل ايبوبروفين، على تخفيف الألم، وكذلك حبوب منع الحمل المركبة التي تمنع إطلاق البويضات فتجعل الدورة أخف وأقل ألماً.

أما بالنسبة للعلاج الجراحي، قد تخفف عملية تنظير البطن من العوارض وتحسّن الخصوبة، بينما تختار بعض النساء في النهاية القيام بعملية نزع أو استئصال الرحم.

تشخيص مرض بطانة الرّحم المهاجرة

لمرض بطانة الرّحم المهاجرة عوارض مختلفة كثيرة وقد يستغرق سنوات ليتم تشخيصه، حيث متوسط هذه المدة هي 7.5 سنوات! قد تكون حينها الدروات الشهرية غير منتظمة ومؤلمة مع حدوث نزيف شديد، ويمكن أن تكون ممارسة الجنس مؤلمة أيضاً، وقد يصبح العقم مشكلة لابد من مواجهتها. وهناك أعراض أخرى كالشعور بالألم خلال التبول أو مع تحرك الأمعاء، بالإضافة إلى التعب الشديد ومرض القلاع. ومن الجدير بالذكر أن بعض النساء يواجهن عدة أعراض والبعض الآخر لا يشعرن بأي شيء.
ولهذا السبب قد يكون مريحاً لبعضهن الحصول على تشخيص، وهذا ما عبّرت عنه أحد المشاركات حيث قالت: "وأخيراً تمكّنت من تسمية الألم الذي أشعر به، اسم للتشنجات المنهكة التي أمر بها كل شهر."
الطريقة الوحيدة لتشخيص مرض بطانة الرّحم المهاجرة هي عبر عملية تنظير البطن لتفقد منطقة الحوض. ولكن قبل ذلك، يمكنكِ القيام بفحوصات خارجية أو داخلية أو التصوير بالأشعة أو تحاليل دم، وقد تكون مجموعة من الفحوصات.
قد تصعّب إجراءات التباعد الاجتماعي القيام بالفحص البدني، ولكن مازال الأطباء يجدون طرقاً لتقديم الدعم خلال هذه الفترة الصعبة، من خلال الاستشارات عبر الهاتف أو الفيديو

السعي للحصول على الدعم

 
تعاني العديد من النساء في كل مكان من مرض بطانة الرّحم المهاجرة ولكن الكثير منهنّ لا يتلقين الدعم اللازم، وذلك بسبب عدم تشخيص الحالة في بعض الأحيان، وإذا تم التشخيص قد يُساء فهمها وتعتبر هذه الآلام الشديدة ناتجة عن الدورة الشهرية. ولذلك، تشعر النساء أنه يتم تجاهلهن وكأن الألم الشديد الذي يمررن به غير مهماً. وهذا يؤدي للشعور بالوحدة، ولكن وجود 176 مليون امرأة (1 من 10) في العالم تعاني من هذا الالتهاب يعني أنك لستِ وحيدة على الإطلاق.
تواصلي مع عائلتكِ وأصدقائكِ حتى لو كنت تشعرين بالإحراج، فالتحدث عن الموضوع سيساعدكِ وقد تكتشفي أن هناك امرأة أخرى قريبة منك تعاني أيضاً من مرض بطانة الرّحم المهاجرة ولديها خبرة عملية قد تستفيدين منها. فهنّ يعرفن ما تمرّين به وباستطاعتهنّ مساعدتكِ للحصول على الدعم من طبيبك.
إذا كنت تلاحظين أي من الأعراض التي ذكرناها وتعتقدين بأنك تعاني من هذه الحالة، احجزي موعداً عند طبيبك النسائي لتعرفي المزيد، وسيبحث عن الطرق المناسبة لتخفيف ألمك ويساعدكِ على التعامل مع الأعراض.
من المفهوم أن قواعد الإرشادية لدى الحكومة قد تؤخّر الحصول على موعد للاستشارة أو للخضوع لعملية جراحية. ولذلك، إذا كان من الصعب عليكِ الذهاب للطبيب الآن، اطلبي المساعدة عبر استشارة هاتفية أو الفيديو.

لحجز المواعيد اتصل على 0791220220/6

[المصادر] متحوى تم اعادة نشره من شبكة الانترنت العالمية

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)